ارحل يا گيريتس ولو أنك لست المشكل

Publié le par guenniservices

images-GR.jpg

ث

ارحل يا گيريتس ولو أنك لست المشكل

لا أحد يجادل الآن ان كرة القدم و الرياضة بشكل عام أصبحت إحدى القطاعات الحيوية في النسيج الاقتصادي و الاجتماعي للمنظومة المجتمعية العالمية و لا يخرج بلدنا المغرب عن هذا الإطار اذ و منذ الاستقلال الى الآن انخرط عدد كبير من الشباب المغربي في الميدان الرياضي و كرة القدم بشكل خاص حتى أصبحت الآن أكبر من مجرد رياضة أو هواية بل أصبحت مصدر رزق سواء للاعب أو المسير و كل من يدور في فلك اللعبة بل أصبحت صناعة ( وان كانت ككل صناعاتنا ينخرها الفساد و الارتجال) و أصبحت الرياضة وللأسف هما وطنيا ( أقول للأسف لأنه كان من الأولى ان تكون الهموم الوطنية أكبر من الكرة بكثير) و مع الإخفاقات المتتالية التي تسجلها المنتخبات و الأندية الوطنية في مختلف المحافل الإقليمية و الوطنية أصبح سؤال جدوى هذه الرياضة و الميزانية الكبرى المخصصة لها محل تساؤل الآن.

إذا كان المغاربة يثورون ضد الكرة مع كل إخفاق فان ثائرة المغاربة اليوم و بعد إخفاق كاس الأمم الإفريقية الأخيرة كانت ثائرتان ثائرة الإخفاق الرياضي من جهة و المتمثل في الخروج من الدور الأول و ثائرة الإخفاق السياسي و التسييري المتمثل في الميزانية الكبرى المخصصة للكرة بشكل عام و للمنتخب الوطني بشكل خاص وللمدرب الوطني  إيريك گيريتس بشكل أخص مع عدم جدوى كل هذه النفقات من جهة أخرى.

شكل المدرب الحالي للمنتخب المغربي گيريتس استثناءا عربيا و إفريقيا و مغربيا في راتبه و النفقات الخاصة به خارج الراتب اذ قدر راتبه بأزيد من 200 مليون سنتيم مغربي و أزيد من 150 مليون سنتيم مغربي لمختلف النفقات المرتبطة به شخصيا و مهاميا للشهر الواحد حسب مختلف التضاربات الصحفية المتعددة في ظل عدم تصريح الجامعة و الوزارة الوصية براتبه بذريعة عقد يجمع الطرفين لا يسمح بذلك و ما صاحب الحدث من تضارب في الآراء و حيص بيص من المسؤولين الأوصياء على الملف وفي ظل عدم قدرة الوزير الحالي و الحكومة بشكل عام على حل هذا المشكل و فاءا بوعودها السابقة و حتى مع تجرؤ المدرب على تحدي المغاربة و اهانتهم باعتبار أن راتبه ليس من شأنهم و اقحام شخص الملك في بقائه من عدمه على رأس المنتخبات الوطنية.

الحقيقة تقال أن مشكلتنا مع گيريتس لا تكمن في عدم قدرته على تحقيق ظهور مشرف في الكأس الإفريقية اذ ليس للرجل العصا السحرية لحل تراكمات أزيد من عقدين من الزمن في المنظومة الكروية التي ينخرها الارتجال التسييري و الاضطراب المالي و الاعتباطية في اختيار الرؤساء و المسيرين رغم بعض المسؤولية التي يمكن أن تلقى عليه في الاختيارات البشرية و التكتيكية و التي تدخل في نطاق اللعبة و لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تجرمه اذ أنها اجتهاد شخصي يحترم على أية حال, لكن مشكلتنا مع من قدم له و للمنتخب الغير منتج اعتمادات مالية لو قدمت في مجالات أخرى لحلت مشاكل مستعصية تجر على البلاد مشاكل اقتصادية و توترا اجتماعيا كبيرين في تجاوز واضح لمبدأ ارتباط المخصصات المالية بالنتائج و المردودية وكم من قطاعات في الرياضة و غيرها رفعت رأس المغرب عاليا و لم تلق عشر المخصصات المقدمة للكرة.

ان انتقاد الكرة و ما إليها لا يعني أبدا أننا مع الرأي القائل بإلغائها و التخلي عنها اذ و الحقيقة تقال أن للمجال الرياضي دور كبير الآن في التشغيل و التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و في استعاب الشباب و تحقيق التوازن الجسمي و النفسي لهم لكن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده و تحول الرياضة من هواية الى صناعة ثم الأخطر الى دين و اديولوجيا بل و الى مخدر قوي هو الذي جعل العديدين ينادون بإلغائها و الاستغناء عنها و هم في ذلك معذورون لما يروه منها من استنزاف للجهد و المال, ولو بقيت الرياضة على مستوى الهواية أو حتى على مستوى الاقتصاد الاجتماعي لكفتنا عناء مشاكل كبيرة و كثيرة.

بالعودة الى مشكل الكرة المغربية و گيريتس فإننا نقول من العيب على المحللين أن يجعلوا المدرب الوطني الحالي شماعة لتعليق إخفاقات المسيرين الذين همشوا البطولة الوطنية و التكوين الرياضي و أقصوا المدارس و غيبوا الرياضة المدرسية  و...و..و..و..الخ ثم أعطوا الملايير لرجل أجنبي بالعملة الصعبة لن يستثمر فلسا داخل الوطن, فمن العيب أن نعلق فشلنا عليه (فلا تلوموني ولوموا أنفسكم) فنحن من ترك الباب لمثله و لغيره أن يعيثوا فينا ما شاؤوا. فالأولى بدل أن نقول رحلوا گيريتس أن نقول حاسبوا المسؤولين على مهزلتنا الكروية و الرياضية بشكل عام.

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article