تعزية في الإنسانية(و وددت لو لم أك إنسانا)

Publié le par guenniservices

تعزية في الإنسانية(و وددت لو لم أك إنسانا)

كلما أردنا أن نسب أحد لفعل مشين قد اقترفته يداه نصفه بالحيوان أو بالشيطان, بالحشرة أو بالجان, حين ينحدر احدنا لمستويات الرذيلة أو حين يقدم على فعل مشين قتل سرقة أو تنكيل, نصفه بصنف حيوان أو شيطان, حينما تقسوا القلوب و تعطل العقول و تنحوا المشاعر تجاه الجمود, حين تسقط أوراق الحياء و تغلب في النفس النار على الماء ,نعلق الفعل على شماعة حيوان أو شيطان, لكن, هل تساءلنا يوما عن من الذي يجب أن يكون سبة و قدحا؟ هل الإنسان أم الحيوان و الشيطان؟

حينما ادقق في الأمور يستعصي علي الحكم بين الخصوم لا أجد أمامي إلا وقائع شاهدة و بقوة على حقارة الإنسان.

حين ترى العين طفلا او طفلة مذبوحة ممزقة الأشلاء فمن قتل و من أفلته من العقاب؟
حين ترى أمًا تبكي بنيها شهيدا لم يبق منه لحم و لا عظم فمن مزق و دمر؟
حين ترى نساء اغتصبهن ذا سلطة او جاه فمن انتهك و من قلبه تحجر؟
حين ترى شعبا حوصر لأنه طالب بجزء من أرضه فمن حاصر و من ما ناصر؟
حين ترى قبيلة ماتت جوعا عطشا فمن احتكر ومن سيطر؟
حين ترى حاكما خان شعبه لكرسي أو دينار فمن تدكتر و من تجبر؟
حين ترى قنبلة تقتل شعبا و تسمم أرضا فمن اخترع و من فجر؟
حين ترى ملاييرا تصرف على حفلة و يتيما لا يجد فلسا يسد رمقه فمن بذر و من استحوذ؟
حين ترى أطنانا من الطعام تلقى بحرا او نفايات و العالم يموت جوعا فمن ألقى ومن استعمى؟
حين ترى شعبا يذبح ليحافظ شخص على كرسيه فمن سكت ومن استبرم؟
حين ترى أقواما ينادون بالمساواة و الديمقراطية ويحتلون و يقتلون فمن استثنى و من تكتم؟
حين يصعد إنسان على الرقاب و الجثث فمن الصاعد و من المنظَر؟
حين ينفق على الفروج ملايين و ينفق على القلوب و العقول ملاليم فمن المنفق و من المستهلك؟
مغتصب قاتل ناهب سارق دكتاتور سفاح مجرم مدمر سافل مختلس منتهك عديم الرحمة ميت القلب ناكر الجميل عديم الأخلاق كل هذا وغيره لا تجوز إلا في حق إنسان.

يا إنسان
يا عديم الشأن
بين حيوان طير وجان
يا تاركا الجنة من اجل تفاحة
يا طامعا في آختك بكل وقاحة
يا قاتلا أخاك فما وجدت بعده راحة
يا إنسان
يا مبتكر الحروب
تائها بين الدروب
تحب يوما و تكره دهرا
قدمت قلبك و عقلك للشهوة مهرا
يا إنسان
يا ترابا ظن نفسه تبرا
قدمت غدرا نلت شبرا
اعذروني
مهدت نحوا و صرفا
على من لا يستحق حرفا
ما أريد إلا أن أستقيل
أن أستقيل من المشترك بيننا
أن أستقيل من الإنسانية

كلما تعرضت الإنسانية لاختبار فشلت فيه كلما استجدت قضية تخرجها من أوحال و دركات قذارتها زادت تمرغا فيها , ليس لك يا إنسان حظا من إنسانيتك و حق للحيوان و الشيطان ان يعيروا أخبثهم و أدناهم بقولهم له: يا إنسان.

للتواصل

 

ياسين گني

guenniservices@hotmail.com

 

الصفحة على الفيس بوك

http://www.facebook.com/fommiwmagal

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article